Actualités

أثر الإيرادات النفطية على التنمية الاقتصادية في الجزائر

Aberrazek MADOURI, chercheur permanent au CREAD

الملخص

   من الناحية النظرية، ينظر إلى وفرة الموارد الطبيعية كأحد أبرز العوامل التي بوسعها المساهمة في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة. غير أنه في الواقع، تشير عديد الأبحاث الحديثة بأن الأداء الاقتصادي لغالبية البلدان الغنية بالموارد الطبيعية هو ضعيف مقارنة بأداء تلك البلدان الفقيرة من هذه الموارد. وبحسب الاقتصاديون، الفرضية المرشحة بقوة لتفسير أوجه الرخاء بين البلدان هي نقمة الموارد الطبيعية. وباعتبار الجزائر كبلد غني بالموارد النفطية، حاولنا من خلال هذا البحث معرفة ما إذا كان الاقتصاد الجزائري يعاني من ظاهرة نقمة الموارد الطبيعية أم لا. ومن أجل ذلك، قمنا بتقسيم موضوع الأطروحة إلى ثلاثة فصول، الفصل الأول والثاني تطرقنا فيهما إلى الجانب النظري للظاهرة، وهذا بعرض مختلف المقاربات الاقتصادية والمؤسساتية المفسرة لنقمة الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى طرح خيارات أو سياسات حاسمة من شأنها أن تكون سندا بالنسبة للبلدان الغنية بالموارد الطبيعية لتجنب نقمة الموارد، أما في الفصل الثالث، فقد قدمنا تحليلا إحصائيا واقتصاديا لنقمة الموارد الطبيعية في الاقتصاد الوطني، حيث توصلنا بأن قطاعات اقتصادنا قد تأثرت نسبيا بأعراض المرض الهولندي في صورة انخفاض نسبة مساهمة قطاعي الصناعة والفلاحة في تكوين الناتج المحلي الخام، زيادة على انتشار سلوكيات البحث عن الريع في الاقتصاد التي قلصت فرص التنمية والتنويع. كما عززت نتائج الدراسة القياسية صحة هذا التحليل، عندما أكدت بأن سعر البترول هو المتغير الرئيسي المتحكم في شروط التنمية للبلد، مما يدعم فرضية نقمة الموارد الطبيعية في الاقتصاد الجزائري.

الكلمات المفتاحية: نقمة الموارد الطبيعية، المرض الاقتصادي الهولندي، التنمية الاقتصادية، سلوكيات البحث عن الريع، الاقتصاد الجزائري